التسميد بالحقن" طريقة مبتكرة
صفحة 1 من اصل 1
التسميد بالحقن" طريقة مبتكرة
التسميد بالحقن" طريقة مبتكرة
د. محمود وهو يتابع التسميد بالحقن في المانيا
ابتكر الدكتور محمود محمد شعبان (أستاذ تكنولوجيا التسميد بالمركز القومي للبحوث) طريقة جديدة لتسميد أشجار الفاكهة والزينة عن طريق "الحقن بالجذع"، وتسمد النباتات بهذه الطريقة عن طريق حاوية من البلاستيك يوضع بها "المحلول السمادي" وتوصل إلى جذع الشجرة بأنبوب من البلاستيك عن طريق إبرة حقن من خلال ثقب بالجذع، وتوفر هذه الطريقة ما بين 90 إلى 95% من السماد التقليدي عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام.
أجرى الباحث العديد من التجارب على إمكانية التغذية الكاملة للأشجار عن طريق الحقن بالجذع، وبدأها على نبات الزينة (فيكس ديكورا)، وبعد أن ثبت جدوى الطريقة المبتكرة بدأ بتطبيقها على أشجار المانجو في مصر، ثم سافر الباحث إلى ألمانيا حيث طبق تجاربه على بعض الفواكه ولاقت نجاحا وصدى واسعا، مما دعاه إلى تطبيق تلك التجربة الفريدة على بقية محاصيل الفاكهة تباعا.
يقول د. محمود: "تعتمد الطرق التقليدية في توفير احتياجات المحاصيل من العناصر المغذية على إضافة الأسمدة عن طريق التربة "تكبيشا" أو نثرا أو بإضافتها إلى مياه الري للنباتات النامية تحت ظروف الري بالتنقيط، كما قد يعتمد على طريقة "الرش الورقي" في توفير احتياجات النباتات من العناصر الصغرى أو الكبرى في حالة وجود مشكلة في امتصاصها من التربة بواسطة جذور النبات كأن تكون قلويتها مرتفعة أو تحتوى على نسب عالية من كربونات الكالسيوم أو الأملاح الضارة".
85% فاقد
ما دعا الباحث إلى التفكير في هذه الطريقة هو ما أثبتته الدراسات الحديثة التي أكدت أن النباتات لا تستفيد إلا بجزء يسير من الأسمدة المضافة عن طريق التربة، خصوصا في الأراضي ذات الطبيعة الرملية والتي تتمتع بنفاذية عالية تسمح بنفاذ كميات كبيرة من الأسمدة إلى باطن التربة قبل أن تتمكن الجذور من امتصاصها، كما أن هناك جزءا يفقد بالتطاير أو التثبيت، فعلى سبيل المثال وجد أن نسبة "السماد الآزوتي" التي تفقد ولا يستفيد منها النبات تتراوح بين 62 إلى 85% من الأسمدة المضافة، بما يعنى أن النبات لا يستفيد إلا بمقدار 15 إلى 38% فقط منها، كما أن "غسيلها" من التربة إلى الطبقات السفلى يلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى أن الجزء الأكبر من العناصر الصغرى والفسفور يحدث لها تثبيت نتيجة ارتفاع قلوية التربة وتصبح غير صالحة لامتصاص النبات رغم توفرها بكميات مناسبة.
ويشير الباحث إلى أن هذه الطريقة تكون ذات جدوى كبيرة إذا ما تم استخدامها مع أشجار الفاكهة على وجه الخصوص، ذلك لأن أعدادها في وحدة المساحة محدودة، كما أن أوعيتها كبيرة نسبيا بحيث يمكن التعامل معها بالحقن، بخلاف المحاصيل الحقلية والخضروات ذات السيقان "الرهيفة" والتي تتراوح أعدادها بالآلاف في الفدان الواحد ونظام التسميد بالحقن يوفر ما يقرب من 90-95% من السماد الواجب إضافته عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام، كما أن النباتات التي يتم تغذيتها عن طريق الحقن يكون نموها أكثر قوة وحيوية بالمقارنة بالنباتات التي تسمد عن طريق التربة.
ويؤكد د. محمود أن الأشجار المسمدة بالحقن يزيد محصولها بمقدار 20 إلى 25% وصفات ثمارها تكون أفضل بالمقارنة بالأشجار المسمدة عن طريق التربة، كما أن هذه الطريقة لا تتيح نمو الحشائش، كما أن المياه الجوفية لا تصلها أية أسمدة أو مبيدات وبالتالي تصبح آمنة لاستخدامها كمياه للشرب خصوصا في المناطق الريفية، كما أنها توفر قدرا كبيرا من العمالة اللازمة لإضافة السماد عدة مرات خلال موسم النمو، وفى حالة إصابة النباتات الحادة بالأمراض يمكن إضافة المبيدات مع محلول حقن السماد، مما يوفر آلات رش وعمالة بالإضافة إلى أن المبيد يكون أكثر فعالية لأنه يحقن في الأوعية مباشرة، وتمنع الطريقة المبتكرة وجود أية بقايا أسمدة أو مبيدات بالثمار لأن الكميات التي تسمد بها الأشجار محسوبة لا تتيح تراكم تلك الأسمدة في الثمار، وهذا يؤدى بالقطع إلى الحفاظ على الصحة العامة وعدم التعرض لأمراض التسمم ببقايا الأسمدة والمبيدات، ويجعل المنتجات الزراعية صالحة للتصدير إلى الدول الغربية.
اختراع للبيع
في هذا السياق قام الباحث بإعداد دراسة جدوى مختصرة لفكرته التي أشار إلى أنها ذات جدوى اقتصادية كبيرة، وأكد أن براءة الاختراع لهذه التقنية معروضة للبيع، وسوف يربح من يشتريها مبالغ طائلة خاصة في ظل الارتفاع المطرد لأسعار الأسمدة في الآونة الأخيرة، غير أن تكلفة المشروع زهيدة جدا فمكونات نظام "التسميد بالحقن" جميعها مواد بلاستيكية متوفرة في السوق العربي ورخيصة الثمن، غير أن التركيبات السمادية للأنواع المختلفة من الشجيرات والأشجار تم التوصل إليها وتجربتها ويمكن لأي مصنع سماد قائم تصنيعها وتسويقها ولا تحتاج لأي تمويل لتطوير إضافي لإمكانيات المصانع الموجودة حاليا. ويضرب الباحث مثلا بأشجار المانجو يوضح فيه الجدوى الاقتصادية لنظام التسميد بالحقن، فإذا كانت تكلفة زراعة فدان واحد من المانجو يكلف تسميده بالطريقة التقليدية 1500 جنيه فإن هذه التكلفة تقل بنحو 900 جنيه باستخدام طريقة التسميد بالحقن حيث يكلف تسميد الفدان حوالي 600 جنيه، وتتضاعف نسبة التوفير في تكلفة السماد في حالة أن يكون الفدان يضم أكثر من 120 شجرة تزيد عمرها عن 8 سنوات إلى ما يربو على 3850 جنيه، لأن تكلفة التسميد بالحقن لن تتجاوز 150 جنيه في مقابل 4000 جنيه تكلفة التسميد التقليدي، بما يعني توفير أكثر من 96% من تكاليف السماد التقليدي
اتمنى لكم الفائدة
د. محمود وهو يتابع التسميد بالحقن في المانيا
ابتكر الدكتور محمود محمد شعبان (أستاذ تكنولوجيا التسميد بالمركز القومي للبحوث) طريقة جديدة لتسميد أشجار الفاكهة والزينة عن طريق "الحقن بالجذع"، وتسمد النباتات بهذه الطريقة عن طريق حاوية من البلاستيك يوضع بها "المحلول السمادي" وتوصل إلى جذع الشجرة بأنبوب من البلاستيك عن طريق إبرة حقن من خلال ثقب بالجذع، وتوفر هذه الطريقة ما بين 90 إلى 95% من السماد التقليدي عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام.
أجرى الباحث العديد من التجارب على إمكانية التغذية الكاملة للأشجار عن طريق الحقن بالجذع، وبدأها على نبات الزينة (فيكس ديكورا)، وبعد أن ثبت جدوى الطريقة المبتكرة بدأ بتطبيقها على أشجار المانجو في مصر، ثم سافر الباحث إلى ألمانيا حيث طبق تجاربه على بعض الفواكه ولاقت نجاحا وصدى واسعا، مما دعاه إلى تطبيق تلك التجربة الفريدة على بقية محاصيل الفاكهة تباعا.
يقول د. محمود: "تعتمد الطرق التقليدية في توفير احتياجات المحاصيل من العناصر المغذية على إضافة الأسمدة عن طريق التربة "تكبيشا" أو نثرا أو بإضافتها إلى مياه الري للنباتات النامية تحت ظروف الري بالتنقيط، كما قد يعتمد على طريقة "الرش الورقي" في توفير احتياجات النباتات من العناصر الصغرى أو الكبرى في حالة وجود مشكلة في امتصاصها من التربة بواسطة جذور النبات كأن تكون قلويتها مرتفعة أو تحتوى على نسب عالية من كربونات الكالسيوم أو الأملاح الضارة".
85% فاقد
ما دعا الباحث إلى التفكير في هذه الطريقة هو ما أثبتته الدراسات الحديثة التي أكدت أن النباتات لا تستفيد إلا بجزء يسير من الأسمدة المضافة عن طريق التربة، خصوصا في الأراضي ذات الطبيعة الرملية والتي تتمتع بنفاذية عالية تسمح بنفاذ كميات كبيرة من الأسمدة إلى باطن التربة قبل أن تتمكن الجذور من امتصاصها، كما أن هناك جزءا يفقد بالتطاير أو التثبيت، فعلى سبيل المثال وجد أن نسبة "السماد الآزوتي" التي تفقد ولا يستفيد منها النبات تتراوح بين 62 إلى 85% من الأسمدة المضافة، بما يعنى أن النبات لا يستفيد إلا بمقدار 15 إلى 38% فقط منها، كما أن "غسيلها" من التربة إلى الطبقات السفلى يلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى أن الجزء الأكبر من العناصر الصغرى والفسفور يحدث لها تثبيت نتيجة ارتفاع قلوية التربة وتصبح غير صالحة لامتصاص النبات رغم توفرها بكميات مناسبة.
ويشير الباحث إلى أن هذه الطريقة تكون ذات جدوى كبيرة إذا ما تم استخدامها مع أشجار الفاكهة على وجه الخصوص، ذلك لأن أعدادها في وحدة المساحة محدودة، كما أن أوعيتها كبيرة نسبيا بحيث يمكن التعامل معها بالحقن، بخلاف المحاصيل الحقلية والخضروات ذات السيقان "الرهيفة" والتي تتراوح أعدادها بالآلاف في الفدان الواحد ونظام التسميد بالحقن يوفر ما يقرب من 90-95% من السماد الواجب إضافته عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام، كما أن النباتات التي يتم تغذيتها عن طريق الحقن يكون نموها أكثر قوة وحيوية بالمقارنة بالنباتات التي تسمد عن طريق التربة.
ويؤكد د. محمود أن الأشجار المسمدة بالحقن يزيد محصولها بمقدار 20 إلى 25% وصفات ثمارها تكون أفضل بالمقارنة بالأشجار المسمدة عن طريق التربة، كما أن هذه الطريقة لا تتيح نمو الحشائش، كما أن المياه الجوفية لا تصلها أية أسمدة أو مبيدات وبالتالي تصبح آمنة لاستخدامها كمياه للشرب خصوصا في المناطق الريفية، كما أنها توفر قدرا كبيرا من العمالة اللازمة لإضافة السماد عدة مرات خلال موسم النمو، وفى حالة إصابة النباتات الحادة بالأمراض يمكن إضافة المبيدات مع محلول حقن السماد، مما يوفر آلات رش وعمالة بالإضافة إلى أن المبيد يكون أكثر فعالية لأنه يحقن في الأوعية مباشرة، وتمنع الطريقة المبتكرة وجود أية بقايا أسمدة أو مبيدات بالثمار لأن الكميات التي تسمد بها الأشجار محسوبة لا تتيح تراكم تلك الأسمدة في الثمار، وهذا يؤدى بالقطع إلى الحفاظ على الصحة العامة وعدم التعرض لأمراض التسمم ببقايا الأسمدة والمبيدات، ويجعل المنتجات الزراعية صالحة للتصدير إلى الدول الغربية.
اختراع للبيع
في هذا السياق قام الباحث بإعداد دراسة جدوى مختصرة لفكرته التي أشار إلى أنها ذات جدوى اقتصادية كبيرة، وأكد أن براءة الاختراع لهذه التقنية معروضة للبيع، وسوف يربح من يشتريها مبالغ طائلة خاصة في ظل الارتفاع المطرد لأسعار الأسمدة في الآونة الأخيرة، غير أن تكلفة المشروع زهيدة جدا فمكونات نظام "التسميد بالحقن" جميعها مواد بلاستيكية متوفرة في السوق العربي ورخيصة الثمن، غير أن التركيبات السمادية للأنواع المختلفة من الشجيرات والأشجار تم التوصل إليها وتجربتها ويمكن لأي مصنع سماد قائم تصنيعها وتسويقها ولا تحتاج لأي تمويل لتطوير إضافي لإمكانيات المصانع الموجودة حاليا. ويضرب الباحث مثلا بأشجار المانجو يوضح فيه الجدوى الاقتصادية لنظام التسميد بالحقن، فإذا كانت تكلفة زراعة فدان واحد من المانجو يكلف تسميده بالطريقة التقليدية 1500 جنيه فإن هذه التكلفة تقل بنحو 900 جنيه باستخدام طريقة التسميد بالحقن حيث يكلف تسميد الفدان حوالي 600 جنيه، وتتضاعف نسبة التوفير في تكلفة السماد في حالة أن يكون الفدان يضم أكثر من 120 شجرة تزيد عمرها عن 8 سنوات إلى ما يربو على 3850 جنيه، لأن تكلفة التسميد بالحقن لن تتجاوز 150 جنيه في مقابل 4000 جنيه تكلفة التسميد التقليدي، بما يعني توفير أكثر من 96% من تكاليف السماد التقليدي
اتمنى لكم الفائدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى