كلمة الحوزة الختامية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلمة الحوزة الختامية
كلمة الحوزة الختامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين......
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين...
السلام عليكم ورحمة ....
القرآن الكريم هدى الله، والنور والرحمة للبشرية، والقرآن الكريم سفينة الحضارة، والنجاة من الفتن. كان في نزوله بعثاً لحضارة القيم الإنسانية المؤسسة على العقلانية والعدالة المستهدفة للرحمة والخير للإنسان. وهو الآن بوابة الخلاص من التخلف والظلم الذي تعيشه أمتنا، ومن اختناق القيم ونفاق المدنية الحديثة وعبثيتها.
والحوزة العلمية التي انطلقت منذ أكثر من ألف عام من رحم مدرسة أهل البيت (ع) الناطقين عن القرآن الكريم حافلة بتاريخ مبارك من الاعتناء بكتاب الله المجيد.
ومن هذين المنطلقين كان اهتمام حوزة الإمام القائم (عج) وحرصها على استمرار عقد هذا المؤتمر للدورة الحادية عشر.
ومن خلال قراءة الواقع المعاصر في شقه المعرفي في ما يتصل بالقرآن الكريم، فإننا نلاحظ كما هائلا من تجارب الحداثة في قراءة النص الديني، تستهدف بذلك زعزعة ثوابت الأمة المعرفية، حيث يتوالى من خلال الزعزعة المعرفية خلخلة بنيان الأمة وشخصيتها الحضارية المتميزة عن المدنية الحديثة القادرة على الممانعة و على تكوين مسار حضاري مختلف عن المدارس البشرية.
ومن خلال التدافع الثقافي بين منظومتين معرفيتين؛ المعارف الإلهية ، والمدارس البشرية وضمن إطار الإيمان العميق بأن القرآن هو سبيل النجاة، وانطلاقا من الإرادة المباركة من المؤمنين بالاقتراب من كتاب الله وتفعيل معارفه في حياتنا المعاصرة ... فإن هذا الإيمان وهذه الإرادة ليتطلبان سعيا حثيثا من المجتمع العلمي الحوزوي في تذليل العقبات التي تشكل سدودا وحواجز ، تلك التي تحول دون تفعيل المعارف الالهية في حياتنا المعاصرة .
ولا يخفى على أحد أن مدارس الحداثة تشكل تحديا دؤوبا ومتعدد الأطياف، المواربة والمعلنة في غاياتها من تحطيم المرجعية للقرآن الكريم، لكنها ( أي تجارب الحداثة ) تحديات معرفية ثقافية تتطلب استجابة علمية معرفية، ومن ثم تعميم تلك الاستجابة المعرفية النقدية لخلق مناعة ثقافية في المجتمع المسلم .
إن مطالعة الواقع المعرفي والتفاعل الثقافي بين التيار الديني ومدارس الحداثة ليسمح لنا بالتوصل لبعض الأمور:
الأول:إن الاستجابة المعرفية من التيار الديني بعد لم تستجب بصورة كافية، من حيث السعة والانتشار، ومن حيث تناول استيفاء كل أطياف المدارس الحداثية.
بل ويمكن القول أن بعض الاستجابات اتكئت على مدارس فلسفية بشرية لمقارعة الحداثة المعاصرة، بينما ينبغي اعتماد القرآن الكريم والمعارف الإلهية في نقد الحداثة.
الثاني:إن التدافع الثقافي كشف المستور عن عيوب منهجية ومعرفية ألمت بعلوم القرآن، بحيث ينبغي أن تخضع هذه العلوم لمراجعة نقدية لكن بآليات الفقهاء العلمية والرصينة... والجدير بالذكر إن معالجة الفقهاء والأصوليين لبعض مفردات علوم القرآن فيما يتصل بأبحاثهم تمتاز بتأصيل وعلمية رفيعة نتمنى أن تشمل كافة أبحاث علوم القرآن الكريم.
الثالث: إن الطالب المنتمي للحوزة حين ينفتح على المدارس البشرية يجد فجوة معرفية بين هموم المعرفة المعاصرة واشتغالاتها وبين المادة الدراسية، مما يجعل من الاهتمام بتجسير الفجوة مقصورا على القلة من طلبة العلوم الدينية. إن هذه المطالعة لتستدعي التفكير الجدي بمعالجة منهجية لخلق يسر في التواصل المعرفي وفي خلق القدرة على التعاطي العلمي النقدي الكفوء.
وفي إطار هذه القراءة فإن المؤتمر يعتبر إن من أهدافه العملانية هو الكشف عن الآخر المعرفي والتيارات المعاصرة لتأكيد الاهتمام في المجتمع الحوزوي بتجسير الفجوة، وبالاشتغال بالتعاطي العلمي النقدي.... آملين أن يمنّ الله علينا بالتوفيق بمعية جميع المشتغلين في هذا الهم المعرفي .
وختاما؛
نتقدم بالشكر والتقدير إلى سماحة آية الله العظمى السيد المدرسي دام ظله الشريف الراعي للمؤتمر.
كما نتقدم بالشكر الجزيل والوافر للمشاركين الأعزاء حيث تجشموا عناء السفر والبحث والمشاركة، ونرجو من الله القدير أن يبارك في عطاءاتهم.
كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى الحضور الكريم من العلماء الأفاضل وطلبة العلوم الدينية ومن الباحثين الأكاديمين ومن المهتمين بالمعرفة والقرآن الكريم.
ونتوجه بالشكر لكافة الذين ساهمو في ثراء البحث بمداخلاتهم الكريمة أو بأسئلتهم الطيبة.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين......
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين...
السلام عليكم ورحمة ....
القرآن الكريم هدى الله، والنور والرحمة للبشرية، والقرآن الكريم سفينة الحضارة، والنجاة من الفتن. كان في نزوله بعثاً لحضارة القيم الإنسانية المؤسسة على العقلانية والعدالة المستهدفة للرحمة والخير للإنسان. وهو الآن بوابة الخلاص من التخلف والظلم الذي تعيشه أمتنا، ومن اختناق القيم ونفاق المدنية الحديثة وعبثيتها.
والحوزة العلمية التي انطلقت منذ أكثر من ألف عام من رحم مدرسة أهل البيت (ع) الناطقين عن القرآن الكريم حافلة بتاريخ مبارك من الاعتناء بكتاب الله المجيد.
ومن هذين المنطلقين كان اهتمام حوزة الإمام القائم (عج) وحرصها على استمرار عقد هذا المؤتمر للدورة الحادية عشر.
ومن خلال قراءة الواقع المعاصر في شقه المعرفي في ما يتصل بالقرآن الكريم، فإننا نلاحظ كما هائلا من تجارب الحداثة في قراءة النص الديني، تستهدف بذلك زعزعة ثوابت الأمة المعرفية، حيث يتوالى من خلال الزعزعة المعرفية خلخلة بنيان الأمة وشخصيتها الحضارية المتميزة عن المدنية الحديثة القادرة على الممانعة و على تكوين مسار حضاري مختلف عن المدارس البشرية.
ومن خلال التدافع الثقافي بين منظومتين معرفيتين؛ المعارف الإلهية ، والمدارس البشرية وضمن إطار الإيمان العميق بأن القرآن هو سبيل النجاة، وانطلاقا من الإرادة المباركة من المؤمنين بالاقتراب من كتاب الله وتفعيل معارفه في حياتنا المعاصرة ... فإن هذا الإيمان وهذه الإرادة ليتطلبان سعيا حثيثا من المجتمع العلمي الحوزوي في تذليل العقبات التي تشكل سدودا وحواجز ، تلك التي تحول دون تفعيل المعارف الالهية في حياتنا المعاصرة .
ولا يخفى على أحد أن مدارس الحداثة تشكل تحديا دؤوبا ومتعدد الأطياف، المواربة والمعلنة في غاياتها من تحطيم المرجعية للقرآن الكريم، لكنها ( أي تجارب الحداثة ) تحديات معرفية ثقافية تتطلب استجابة علمية معرفية، ومن ثم تعميم تلك الاستجابة المعرفية النقدية لخلق مناعة ثقافية في المجتمع المسلم .
إن مطالعة الواقع المعرفي والتفاعل الثقافي بين التيار الديني ومدارس الحداثة ليسمح لنا بالتوصل لبعض الأمور:
الأول:إن الاستجابة المعرفية من التيار الديني بعد لم تستجب بصورة كافية، من حيث السعة والانتشار، ومن حيث تناول استيفاء كل أطياف المدارس الحداثية.
بل ويمكن القول أن بعض الاستجابات اتكئت على مدارس فلسفية بشرية لمقارعة الحداثة المعاصرة، بينما ينبغي اعتماد القرآن الكريم والمعارف الإلهية في نقد الحداثة.
الثاني:إن التدافع الثقافي كشف المستور عن عيوب منهجية ومعرفية ألمت بعلوم القرآن، بحيث ينبغي أن تخضع هذه العلوم لمراجعة نقدية لكن بآليات الفقهاء العلمية والرصينة... والجدير بالذكر إن معالجة الفقهاء والأصوليين لبعض مفردات علوم القرآن فيما يتصل بأبحاثهم تمتاز بتأصيل وعلمية رفيعة نتمنى أن تشمل كافة أبحاث علوم القرآن الكريم.
الثالث: إن الطالب المنتمي للحوزة حين ينفتح على المدارس البشرية يجد فجوة معرفية بين هموم المعرفة المعاصرة واشتغالاتها وبين المادة الدراسية، مما يجعل من الاهتمام بتجسير الفجوة مقصورا على القلة من طلبة العلوم الدينية. إن هذه المطالعة لتستدعي التفكير الجدي بمعالجة منهجية لخلق يسر في التواصل المعرفي وفي خلق القدرة على التعاطي العلمي النقدي الكفوء.
وفي إطار هذه القراءة فإن المؤتمر يعتبر إن من أهدافه العملانية هو الكشف عن الآخر المعرفي والتيارات المعاصرة لتأكيد الاهتمام في المجتمع الحوزوي بتجسير الفجوة، وبالاشتغال بالتعاطي العلمي النقدي.... آملين أن يمنّ الله علينا بالتوفيق بمعية جميع المشتغلين في هذا الهم المعرفي .
وختاما؛
نتقدم بالشكر والتقدير إلى سماحة آية الله العظمى السيد المدرسي دام ظله الشريف الراعي للمؤتمر.
كما نتقدم بالشكر الجزيل والوافر للمشاركين الأعزاء حيث تجشموا عناء السفر والبحث والمشاركة، ونرجو من الله القدير أن يبارك في عطاءاتهم.
كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى الحضور الكريم من العلماء الأفاضل وطلبة العلوم الدينية ومن الباحثين الأكاديمين ومن المهتمين بالمعرفة والقرآن الكريم.
ونتوجه بالشكر لكافة الذين ساهمو في ثراء البحث بمداخلاتهم الكريمة أو بأسئلتهم الطيبة.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى